محمد يتغلب على التحديات ويحقق النجاح

محمد

محمد هو طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، يعيش في قرية بيت ريما مع أسرته التي تتكون من والديه وشقيقيه. على الرغم من التحديات التي فرضتها عليه إعاقته الذهنية المتوسطة، أثبت محمد أن العزيمة والدعم يمكن أن يجعلا المستحيل ممكناً.

في شباط 2022، انضم محمد إلى برنامج المدرسة في مركز جبل النجمة للتأهيل. منذ البداية، واجه محمد صعوبات تتعلق بفرط النشاط والسلوك غير الملائم، مثل الصراخ والعدوانية تجاه الآخرين. كان يعاني من صعوبة في التواصل مع أقرانه وتردد في المشاركة في الأنشطة المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كانت مهاراته في الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي والأكاديميات وتطوير اللغة تشكل تحديا كبيرا.

لكن فريق المدرسة في مركز جبل النجمة للتأهيل لم يستسلم. أدركوا إمكانيات محمد الكامنة ووضعوا له خطة فردية مفصلة لتوجيهه نحو التغيير والنمو الإيجابي. بدأت رحلة محمد نحو التحسن من خلال تعزيز سلوكه وتطوير مهاراته في الحياة اليومية، والقدرات الادراكية، والأداء الأكاديمي، والتفاعلات الاجتماعية، والكفاءة اللغوية.

تلقى محمد جلسات تأهيل مكثفة مع فريق المدرسة. ومع مرور الوقت، بدأ يظهر تغيرات ملحوظة. تحول من طفل يعاني من الانطواء والصعوبة في التواصل إلى طالب منتبه ومشارك بفعالية، يستمع بتركيز ويبادر في المهام المختلفة. لم تعد التعليمات البسيطة تشكل له تحديا، بل إنه أتقن تركيب بازل مكون من 50 قطعة.

أحد أبرز إنجازات محمد كان في تطوير مهاراته في النطق. تحسنت قدرته على التواصل بشكل ملحوظ، مما مكنه من التفاعل بسهولة مع زملائه ومعلميه. لم يصبح فقط ودودا بل متحمسا أيضا لمساعدة أقرانه. إلى جانب ذلك، تطورت مهاراته الحركية الدقيقة، مما مكنه من إمساك القلم واستخدام المقص بدقة.

أكاديميا، أصبح محمد يعد من 1 إلى 10 بثقة، ويكتب الأرقام، وينسخ الكلمات بدقة. وأظهر أيضا فهمه لمفاهيم أكثر تعقيدا مثل أيام الأسبوع والفصول الأربعة والمفاهيم المجردة الأخرى. تجاوزت إنجازاته الجانب الأكاديمي لتشمل مهارات الحياة اليومية، حيث أصبح أكثر استقلالية واعتمادا على نفسه.

مع الالتزام المستمر والدعم الذي تلقاه، تستمر رحلة محمد نحو النجاح، مما يجعله مثالًا حيًا على قوة العزيمة والإصرار في مواجهة التحديات.