
ياسين، البالغ من العمر الآن 20 عاما، يعيش مع عائلة داعمة مكونة من اثني عشر فردا، بما في ذلك والديه وإخوته، في مخيم الجلزون للاجئين، وسط ظروف اجتماعية واقتصادية مواتية. على الرغم من اعاقته الذهنية المتوسطة ومتلازمة داون، فإن رحلة ياسين تميزت بالصمود والعزيمة.
بدأ ياسين مسيرته التعليمية في مدرسة حكومية لمدة عامين، ثم انتقل لاحقًا إلى مدرسة مركز جبل النجمة للتأهيل، حيث كان طالبا لمدة 8 سنوات. خضع ياسين لتدريب شامل على المهارات الادراكية والتعليمية والحركية حتى سن الرابعة عشرة. بعد ذلك، انضم إلى مجموعة ما قبل التدريب المهني في برنامج التدريب المهني لمدة عامين، حيث تدرب على مهارات الزراعة، وصناعة الصابون، وتجميع القطع الكهربائية، وغسيل السيارات، والتدبير المنزلي، والطهي.
واجه ياسين تحديات على طول الطريق، بما في ذلك حالات التنمر والعنف وسوء المعاملة. من خلال التدخلات المستهدفة والتدريب، تمكن من التغلب على هذه العقبات، مما أظهر زيادة في الامتثال والانسجام داخل البرنامج.
نظرا للاعتراف باهتمامات وتطلعات ياسين، خصوصا في التدبير المنزلي والطهي، تم بذل جهود لتنمية مواهبه. فقد أصبح جزءا لا يتجزأ من تدريب المطبخ، مساعدا في مهام مثل تنظيف الطاولات وغسيل الأطباق وتحضير القهوة، والتي وجدها مُرضية. بالإضافة إلى ذلك، عمل في كشك القهوة الصغير الخاص بأخيه، بحيث يقدم خدماته للسائقين في أحد مواقف السيارات.
بدأ ياسين دورة في التدبير المنزلي في المركز العربي الأسقفي في رام الله، بالشراكة مع الاتحاد اللوثري العالمي. تفوق في تدريب مكون من 12 جلسة، وأثار إعجاب المقيمين بعمله الجاد.
نتيجة لعمله الجاد، اقترحت إمكانية توظيفه في المركز العربي الأسقفي. منذ شهر آذار من العام 2023، ياسين يعمل هناك بفخر، في بيت الضيافة ومرافق المركز. قصته تشهد على المثابرة والدعم وتحقيق الطموحات رغم التحديات.